سحر الشريف
أعلنت تركيا يوم الجمعة أنها قررت قطع جميع علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إسرائيل بشكل كامل، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية، مما يُمثل تصعيدًا حادًا في التوترات الدبلوماسية بين البلدين في ظل الحرب الدائرة في غزة. كما منعت الحكومة السفن التركية من دخول الموانئ الإسرائيلية.
وعند إعلانه هذا القرار، حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط قد تُغرق المنطقة بأكملها في صراع إذا لم تتوقف. كما دعا إلى اتخاذ إجراء دولي ضد إسرائيل، وحثّ القوى العالمية على وقف دعمها.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن فيدان قوله خلال نقاش برلماني خاص حول غزة في أنقرة: “قطعنا تجارتنا تمامًا مع إسرائيل. لا نسمح للسفن التركية بالوصول إلى الموانئ الإسرائيلية. لا نسمح لطائراتهم بدخول مجالنا الجوي”.
وأضاف وزير الخارجية التركي: “لم تتخذ أي دولة حتى الآن خطوة أكثر أهمية تتضمن فرض عقوبات على إسرائيل”.
جاءت التوترات بعد أيام من اعتراف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنًا، في خطوة نادرة، بالإبادة الجماعية للأرمن. كانت هذه الملاحظة، التي أدلى بها نتنياهو بشكل غير متوقع خلال مقابلة بودكاست مع المعلق الأمريكي باتريك بيت ديفيد، هي المرة الأولى التي يعترف فيها نتنياهو بالقتل الجماعي للأرمن على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى على أنه إبادة جماعية. قال نتنياهو عندما سُئل عن سبب عدم اعتراف إسرائيل بها من قبل: “لقد فعلتها للتو. تفضل”.
أبلغ فيدان البرلمان أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها تركيا في الأشهر الأخيرة احتجاجًا على الحملة العسكرية الإسرائيلية. لكن بيانه ترك بعض الغموض: فقد أعلنت تركيا بالفعل عن قطع اقتصادي في وقت سابق من هذا العام، وبدت تصريحاته بشأن المجال الجوي أشبه بإشارة إلى القيود القائمة أكثر من كونها سياسة جديدة.
حتى الآن، قالت شركات الطيران الإسرائيلية وسلطات الطيران إنها لم تتلق أي إخطار رسمي من تركيا. تستخدم شركات الطيران الإسرائيلية بشكل أساسي المجال الجوي التركي للرحلات المتجهة إلى جورجيا، وقالت شركة طيران يسرائير، التي قامت بتشغيل رحلة إلى باتومي يوم الجمعة، إن العمليات مستمرة كما هو مقرر.
وقالت شركة الطيران “رحلاتنا تعمل بشكل طبيعي دون أي تغييرات”، مضيفة أنها على اتصال بهيئة الطيران المدني وستقوم بتحديث الركاب إذا تغيرت الظروف.
