كتبها :أحمد فوزي
شهدت منطقة الدقي مساء الثلاثاء حالة من الاستنفار الأمني عقب اندلاع حريق محدود داخل الحديقة الخلفية للمتحف الزراعي، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من منطقة تجميع مخلفات تقليم الأشجار، ما استدعى تدخلًا سريعًا من قوات الحماية المدنية.
ودفعت الأجهزة المعنية بعدد من سيارات الإطفاء، وتمكنت من السيطرة على الحريق في وقت قياسي، دون وقوع أي إصابات بشرية أو خسائر مادية في مباني المتحف أو مقتنياته الأثرية.
وأكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في بيان رسمي أن الحريق نشب في مساحة محدودة من المخلفات الزراعية، بعيدًا تمامًا عن قاعات العرض والمخازن التي تضم المقتنيات النادرة، مشيرةً إلى أن الوضع تحت السيطرة الكاملة وتم بدء عمليات التبريد.
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الزراعة أن المتحف الزراعي يخضع منذ فترة لأعمال تطوير وتحديث شاملة تهدف إلى تحويله لمزار ثقافي وسياحي يليق بتاريخ الزراعة المصرية، وأن أجهزة الأمن والوزارة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لتأمين المنطقة ومنع تكرار الواقعة.
من جهتها، أمرت النيابة العامة بالدقي بانتداب المعمل الجنائي لفحص موقع الحريق ورفع الأدلة لتحديد أسبابه، بينما أشارت التحريات الأولية إلى عدم وجود شبهة جنائية حتى الآن، مرجحة أن يكون السبب ارتفاع درجات الحرارة أو إلقاء مصدر حراري في المخلفات.
ويُعد المتحف الزراعي من أقدم وأكبر المتاحف المتخصصة في الزراعة على مستوى العالم، حيث أُنشئ عام 1938 في عهد الملك فؤاد الأول، ويضم عشرات القاعات التي توثّق تاريخ الزراعة المصرية منذ العصور الفرعونية حتى العصر الحديث، كما يضم مقتنيات نادرة وأدوات زراعية أثرية تعكس تطور هذا القطاع الحيوي في مصر.
وأكدت وزارة الزراعة أن جميع المقتنيات في حالة جيدة ولم تتأثر بالحريق، مشيدة بسرعة استجابة فرق الإطفاء التي حالت دون تفاقم الوضع أو امتداد النيران لأي منشأة داخل المتحف.
وبذلك، تعود الطمأنينة مجددًا إلى زوّار وأهالي منطقة الدقي بعد أن أثبتت الأجهزة التنفيذية جاهزيتها في التعامل السريع مع أي طارئ، حفاظًا على هذا الصرح التاريخي العريق الذي يجسّد ذاكرة الزراعة المصرية عبر العصور
