
كتب / مصطفى احمد
يوضح الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الاسلامية عمرو صابح تاريخ الحقبة و العلاقة بين الرئيس حافظ الأسد وتنظيم الإخوان المسلمين في سوريا لم تكن كما تروج أدبيات الإخوان المسلمين قائمة على ترصد واضطهاد من نظام الأسد تجاه الإخوان المسلمين بل مرت بمراحل متعددة
بعد تولي حافظ الأسد مقاليد السلطة في شهر نوفمبر 1970 فتح صفحة جديدة مع الإخوان المسلمين قامت على ترك الإخوان المسلمين ينشطون في مجال الدعوة والسماح بسيطرتهم على المساجد مقابل ترك الحكم والسياسة للأسد.
استمرت العلاقات طيبة بين نظام الأسد والإخوان حتى قرر الأسد في عام 1973 إصدار دستور دائم لسوريا أغفلت مواده النص على ان الإسلام هو دين الدولة ، دبر الإخوان مظاهرات حاشدة ضد الأسد في حماة وحمص وبانياس ، ولم تتوقف المظاهرات حتى قرر الأسد إدخال فقرة بالدستور تنص على أن دين رئيس الدولة هو الإسلام ، كما حصل الأسد على فتوى من موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان نصت على أن الطائفة العلوية تنتمي للمذهب الشيعي الجعفري.
في عام 1973 قرر القيادي الإخواني السوري مروان حديد بناء تنظيم مسلح تحت اسم (الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين).
كان هدف التنظيم هو محاربة نظام حافظ الأسد حتى اسقاطه بالقوة.
في صيف عام 1975 اكتشف الرائد محمد غرة مدير مخابرات أمن الدولة في حماة التنظيم الجديد لمروان حديد ، وهاجمت قوة أمنية الشقة التي يتحصن بها حديد في دمشق ، دارت معركة حامية بين قوة الأمن ومروان حديد الذي لم يستسلم إلا بعد نفاذ طلقات الرصاص التي معه، تم اعتقال مروان حديد الذي رفض خلال التحقيق معه الإفصاح عن أي شيء خاص بالتنظيم المسلح .
تولى عبد الستار الزعيم قيادة التنظيم خلفا لمروان حديد.
في فبراير 1976 تم اغتيال الرائد محمد غرة بأمر من عبد الستار الزعيم انتقاما منه لاعتقاله مروان حديد.
في يوليو عام 1976 مات مروان حديد في السجن.
في أكتوبر 1976 اغتال التنظيم الإخواني الرائد علي حيدر قائد موقع حماة.
مع تزايد ضربات التنظيم الإخواني ، قرر الرئيس حافظ الأسد تشكيل قوة الحرس الجمهوري لكي تتولى حماية الرئيس ومقار إقامته ، كما قرر تكليف سرايا الدفاع بتأمين العاصمة دمشق وضواحيها.
في 23 فبراير 1977 اغتال التنظيم الإخواني رئيس جامعة دمشق محمد الفاضل والذي شغل منصب وزير العدل سابقا.
في يونيو 1977 اغتال التنظيم الإخواني العقيد عبد الكريم رزوق قائد لواء الصواريخ.
في نوفمبر 1977 اغتال التنظيم الإخواني الأستاذ الجامعي على عابد العلي أمين حزب البعث في جبلة.
في مارس 1978 اغتال التنظيم الإخواني الدكتور إبراهيم نعامة نقيب أطباء الأسنان.
في أغسطس 1978 اغتال التنظيم الإخواني مقدم الشرطة أحمد خليل.
في 16 يونيو 1979 قام التنظيم الإخواني بتنفيذ مذبحة مدرسة المدفعية في حلب ، الضابط الإخواني النقيب ابراهيم اليوسف قام بدعوة طلابه للاجتماع في قاعة مدرسة المدفعية ثم حاصرهم بمجموعة من تنظيمه الإخوانى ، و تلا عليهم بيان التنظيم ، ثم قام بفرز الطلاب على اساس طائفي و أعدم طلابه العلويين بلا رحمة ، ثم قام بقتل بعض الضباط و المجندين السنة و المسيحيين الذين رفضوا الخروج من القاعة و فضلوا ملاقاة نفس مصير زملاءهم العلويين.
بلغ عدد القتلى 80 شهيد منهم 32 علوي.
ألقت القوى الأمنية السورية القبض على إبراهيم اليوسف بعد عام من المذبحة ، و قامت باعدامه و نقلت جثته الى مدرسة المدفعية لكي يشاهدها الناجون من المذبحة .
قرر الرئيس حافظ الأسد القضاء على التنظيم الإخواني
.
في سبتمبر 1979 تم قتل عبد الستار الزعيم قائد التنظيم ، وفي ديسمبر 1979 تم اغتيال خليفته فيصل غنامة ، وفي مايو 1980 تم اغتيال بسام أرناؤوط الذي قاد التنظيم خلفا لغنامة ، وفي سبتمبر 1980 قام الأمن السوري بقتل هشام جمباز الذي تولى قيادة التنظيم خلفا لبسام أرناؤوط.
تولى عدنان عقلة زعامة تنظيم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين خلفا لهشام جمباز.
عقب تلك الضربات التي حلت بالتنظيم الإخواني ، سعى مكتب الإرشاد للصلح مع الرئيس حافظ الأسد عبر أمين يكن نائب المراقب العام السابق للإخوان وعبر وساطة إيرانية ، وافق الأسد على الصلح وأمر بالإفراج عن 500 معتقل إخواني.
ألقى حافظ الأسد خلال عام 1980 العديد من الخطابات الجماهيرية معلنا خلالها إيمانه بالإسلام واحترامه للمتدينين ورفضه للعنف الديني.
ولكن كعادة الإخوان المسلمين استغلوا هذه الهدنة بينهم وبين نظام الأسد في تدبير محاولة لاغتيال الرئيس حافظ الأسد.
في 26 يونيو 1980 وأمام قصر الضيافة في دمشق ، قام واحد من الحرس الرئاسي بإلقاء قنبلتين يدويتين على حافظ الأسد الذي أصيب وتم نقله للعلاج بالمستشفى .
د
اتضح خلال التحقيقات أن هذا الحارس الشخصي للأسد من أعضاء التنظيم الإخواني وتم تجنيده وزرعه بين حرس الرئيس من أجل تنفيذ عملية الاغتيال.
بينما الأسد يتلقى العلاج من إصابته في المستشفى ، قامت مجموعة من سرايا الدفاع في 27 يونيو 1980 بمهاجمة سجن تدمر الذي يضم مجموعة من كبار قادة وكوادر الإخوان المسلمين ، وقتلت منهم 800 شخص انتقاما للرئيس الجريح.
فور تعافي الرئيس حافظ الأسد من جروحه أصدر القانون 49 الذي نص على الحكم بالإعدام لأي شخص تثبت عضويته في تنظيم الإخوان المسلمين.
بدأ التنظيم الإخواني حشد كوادره المقاتلة في حماة للتجهيز لقتال النظام السوري.
في أبريل عام 1981 دارت معركة عنيفة بين القوات الأمنية السورية وبين التنظيم الإخواني المسلح انتهت بقتل 400 إخواني في حماة.
في يناير 1982 اكتشفت المخابرات السورية مؤامرة انقلاب عسكري إخواني بقيادة العميد تيسير لطفي واستطاعت القبض على الضباط المنخرطين في المؤامرة.
قرر التنظيم الإخواني خوض معركة فاصلة ضد الرئيس حافظ الأسد في حماة.
قاد معركة حماة القيادي الإخواني عمر جواد مسلحا بكتيبتين للسيطرةعلى المدينة.
بدأت المعركة في 2 فبراير 1982 عبر الدعوة للجهاد من مآذن مساجد حماة.
استطاع التنظيم الإخواني السيطرة على حماة لمدة يومين قام خلالهما بإبادة كل العناصر الأمنية وأعضاء حزب البعث في المدينة.
قرر الرئيس حافظ الأسد إرسال الفرقة الألية 21 والوحدات الخاصة وسرايا الدفاع إلى حماة من أجل تحريرها من الإخوان المسلمين.
تحصنت عناصر الإخوان المسلمين بالأحياء السكنية والأزقة والحواري ، وخاضوا معارك ضارية ضد القوات السورية ، انتهت المعارك عند منتصف شهر فبراير 1982 بهزيمة التنظيم الإخواني واستعادة الجيش لسيطرته على حماة.
وفقا للتقديرات الأمريكية خسر الجيش السوري قرابة ألف شهيد من عناصره بينما خسر التنظيم الإخواني ألف عنصر من كوادره.
قامت الأجهزة الأمنية السورية بقتل كل من يشتبه بانتماءه للإخوان المسلمين في حماة.
باتريك سيل المتعاطف نسبيا مع الرئيس حافظ الأسد قام بتقدير القتلى في حماة ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف قتيل، بينما رفع الإخوان المسلمين كعادتهم في المتاجرة بالدماء في الكوارث التي يتسببون فيها الرقم إلى 40 ألف قتيل منهم!
في مايو 1983 نجحت الأجهزة الأمنية السورية في اعتقال عدنان عقلة زعيم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين.
حظى الإخوان المسلمون خلال حربهم ضد نظام الرئيس حافظ الأسد في الفترة من 1975 حتى 1982 بدعم مادي ولوجستي من بعض الأنظمة العربية .
بعد هزيمة الإخوان المسلمين في معركة حماة في فبراير 1982 كانت قاصمة ، وأصبح حلمهم باسقاط نظام حافظ الأسد من المستحيلات بعدها.