اخبار دولية

جو بايدن ودونالد ترامب وجهاً لوجه

بقلم: هاني محمود كباره

أول مواجهة شخصية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، جو بايدن – الرئيس الحالي – و دونالد ترامب  – الرئيس السابق.
مناظرة نظمتها شبكة سي إن إن فبيل موعد إنتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في الخامس من نوفمبر 2024
حيث تُعد هذه المناظرة الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق.

في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا، أقيمت المناظرة، إذ بدأت المناظرة دون مصافحة بين المرشحين،

بايدن 81 عاماً، وترامب 78 عاماً يرضخان لقواعد  المناظرة الصارمة

قواعد اللعبة “المناظرة”

  • تسعون دقيقة عُمر المناظرة، بالإضافة إلى فاصلين إعلانين.
  • لا يُسمح للمرشحين التحدث إلى مساعديهم خلال الفترات الإعلانية.
  • قلم ومفكرة و زجاجة ماء – فقط – تُمنح لكلا المرشحيْن.
  • المناظرة – بدون جمهور.
  • بعملة معدنية، الإقتراع على منبر كل مرشح، و كذا أسبقية الإدلاء، و ترتيب البيانات الختامية.
  • دقيقتان لكل إجابة، و دقيقة واحدة للرد و الدحض.
  • جيك تابر، دانا باش – مشرفا المناظرة – لهما الحق في وقت إضافي لأي من المرشحيْن حسب تقديرهما.
  • كتم صوت ميكروفونات المرشحيْن إلا لمن جاء دوره في التحدث، لمنع مقاطعة المتناظرين لبعضهما البعض.

على منبرين متجاورين وقف كل من ترامب و بايدن، حيث أخذ كل مرشح منبره حسب قرعة أجريت بعملة معدنية.

و الآن تبدأ رَحَى المناظرة

بايدن وترامب عن حرب غزة

بايدن

ترامب

“الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس” – في إشارة إلى حرب غزة، مؤكداً أن الولايات المتحدة “أكبر مصدر لدعم إسرائيل في العالم”، مضيفاً: “نواصل إرسال خبرائنا ورجال استخباراتنا لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على حماس كما فعلنا مع بن لادن”.

رداً على سؤال حول عدم امتثال حماس أو إسرائيل للخطة التي اقترحها:
“لقد أيد الجميع الخطة، من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مجموعة الدول السبع الكبرى إلى الإسرائيليين ونتنياهو نفسه، حماس هي من لا تريد الصفقة”.

وتابع قائلاً: “ماذا حدث؟ في إسرائيل، الشيء الوحيد الذي علقته هو القنابل التي تزن 2000 رطل. إنها لا تعمل بشكل جيد في المناطق المأهولة بالسكان. إنها تقتل الكثير من الأبرياء”.

كما أضاف: “نحن نقوم بتزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها ومتى تحتاجها. وبالمناسبة، أنا الرجل الذي نظم العالم ضد إيران عندما شنّوا هجوما صاروخياً بالستيا كاملاً على إسرائيل، لم يصب أحد بأذى. لم يُقتل أي إسرائيلي عن طريق الخطأ وتوقف الهجوم. لقد أنقذنا إسرائيل”.

كما أكد أنه “لا يمكن السماح باستمرار حماس، وبالمناسبة، لقد ضعفت حماس بشكل كبير، ويجب القضاء عليها. ولكن عليك أن تكون حذراً بشأن استخدام أسلحة معينة بين المراكز السكانية”.

 

إن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يريد الاستمرار في الحرب، وذلك رداً على قول الرئيس الأميركي جو بايدن إن حماس هي الوحيدة التي تريد الاستمرار في الحرب.

وأشار ترامب إلى أن على بايدن “ترك إسرائيل لتكمل مهمتها لكنه لا يريد أن يفعل ذلك”.

حيث وصف ترامب منافسه بايدن بأنه “أصبح (بايدن) كفلسطيني، لكنهم لا يحبونه، لأنه فلسطيني سيئ للغاية، إنه ضعيف”.

وردًا على سؤاله: “هل تؤيد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة؟”

أجاب ترامب: “يجب أن أرى”، قبل أن ينتقل للحديث عن الاتفاقيات مع الدول الأوروبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إتهامات متبادلة

خلال المناظرة اتهم بايدن ترامب بأنه لا يستحق أن يكون رئيساً، واصفاً إياه بأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. إذ أشار بايدن إلى أنه حتى مايك بنس، نائب ترامب السابق، لم يؤيده. وانتقد بشدة دور ترامب في الحد من إمكانية الإجهاض، واصفاً إياه بالأمر الفظيع.

و وصل سياق انتقاداته الحادة لترامب أن صرَّح: “أنت هو الأحمق.. أنت هو الفاشل. أنت تبالغ وتكذب بشأن الهجرة”.
وختم هجومه بالقول: “أنت شخص مُدان”.

وشبه بايدن أخلاق منافسه ترامب بـ”قط الزقاق”، و أردف قائلاً: “الجرائم التي لا تزال متهمًا بارتكابها، فكر في جميع العقوبات المدنية المفروضة عليك. كم مليار دولار تدين بها كغرامات مدنية بسبب التحرش بامرأة في الأماكن العامة؟ والقيام بمجموعة كاملة من الأشياء… ممارسة الجنس مع نجمة إباحية في الليل – بينما كانت زوجتك حامل؟”.
والتفت بايدن إلى ترامب، وتابع: “لديك أخلاق قطة الزقاق”،

نفى ترامب ممارسة الجنس مع نجمة إباحية.

و استطرد قائلًا:أنه يتقدم في جميع استطلاعات الرأي، مؤكداً أنه سيقبل نتيجة الانتخابات فقط إذا كانت عادلة.
كما أشار إلى أن التضخم يقتل البلاد، متهماً بايدن بترك الحدود مفتوحة لتدمير أمريكا. وأكد أن فوزه في الانتخابات سيكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ أمريكا من الوحل.

وأضاف أن حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد حقيقي. كما ألقى باللوم على بايدن في ارتفاع التضخم ومقتل المواطنين السود. كما حذر ترامب من اقتراب العالم من الحرب العالمية الثالثة بسبب سياسات بايدن، مشيراً إلى أن العالم يتجه نحو الانفجار بسبب قلة الاحترام لأمريكا في عهد بايدن.

 

 

إستطلاعات ما بعد المناظرة

بعد إنتهاء المناظرة، نشرت سي إن إنالآتي:
(81٪) من الناخبين المسجلين شاهدوا المناظرة، أي نحو 8 من كل 10 ، يقولون إنه لم يكن للمناظرة أي تأثير على اختيارهم للرئيس،
كما قال 14% آخرون أن ذلك جعلهم يعيدون النظر لكنهم لم يغيروا رأيهم،
بينما قال 5% أنهم غيروا رأيهم بشأن من يستحق التصويت له.

كما تراجعت آراء مراقبي المناظرة تجاه بايدن قليلاً بعد المناظرة:
31% فقط نظروا إليه بشكل إيجابي، مقارنة بـ 37% في استطلاع أجري على نفس الناخبين قبل المناظرة،
على النقيض من ذلك، كان 43% من مراقبي المناظرة ينظرون إلى ترامب بشكل إيجابي، على غرار 40% من الذين لديهم آراء إيجابية عنه قبل ذلك.

48% من مراقبي المناظرة يقول أن ترامب عالج المخاوف بشأن قدرته على التعامل مع الرئاسة بشكل أفضل،
بينما قال 23% إن بايدن قام بعمل أفضل
22% لم يفعلها أي من المرشحين.
بينما يعتقد 7% آخرون أن كلا المرشحين قاما بعمل جيد بنفس القدر في تهدئة المخاوف.

 

48% من بين مراقبي المناظرة صرَّحوا بأنهم سيفكرون في التصويت لترامب فقط.
40% منهم سيفكرون في التصويت لبايدن فقط
2% إنهم حائرين في كلا المرشحين
11% لا يفكرون في التصويت لهما البتة.

للمناظرة ردود أفعال

كلير مكاسكيل “عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السابق عن ولاية ميسوري” قالت: “كان لديه شيء واحد يجب عليه تحقيقه وهو طمأنة أمريكا بأنه كان على مستوى الوظيفة في مثل عمره، وقد فشل في ذلك الليلة”.

وأكد جافين نيوسوم ” حاكم ولاية كاليفورنيا”، وهو – مؤيد مخلص لبايدن- قال إنه “لا ينبغي أن يكون هناك ذعر”. وقال: “لقد أدى هذا الرئيس أداءه. ونحن بحاجة إلى الوفاء بالالتزامات من أجله”.

من جهتها، وصفت كاتي بيدينغفيلد “مديرة الاتصالات السابقة في إدارة الرئيس بايدن” على قناة “سي إن إن” بعد المناظرة الرئاسية، أداء الرئيس بايدن بأنه “مخيب حقا للآمال”، فيما وصف السياسي الأمريكي فرانك لونتز المناظرة بـ”الزلزال السياسي” و بـ”الكارثة غير المسبوقة” للديمقراطيين.

وأما الرئيس بايدن نفسه، فقد أوقفه الصحفيون وهو في طريقه إلى مقهى بعد المناظرة، فقال: “أعتقد أننا قمنا بعمل جيد”.

من جهته، نشر رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، على حسابه في موقع إكس ، تأييداً قوياً للرئيس السابق دونالد ترامب، واصفًا إياه بأنه المرشح الوحيد “المؤهل والقادر” على تولي منصب الرئيس.

وأضاف جونسون: “هذا أكبر عدم تكافؤ في تاريخ المناظرات الرئاسية”، مشيرًا إلى تفوق ترامب في أدائه على منافسيه.

بايدن يعتزم خوض السباق الرئاسي في نوفمبر رغم أدائه في المناظرة

 

الرئيس الامريكي جو بايدن أكد عزمه على خوض السباق الرئاسي رغم أدائه “السيئ” في المناظرة التي خاضها في وجه منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال بايدن أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية: “لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة”.

وأضاف بايدن: “أنا أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية القيام بهذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الامور. أعلم، كما يعلم ملايين الأمريكيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجدداً”.

وقال بايدن في تجمع حاشد في مدينة نيويورك: “سنفوز بهذه الولاية في نوفمبر”.

“أعلم أنني لست شابًا، لأقول ما هو واضح للجميع”.

“أربعة أعوام أخرى” هكذا هتف حشد من مؤيدي بايدن حيث قال بايدن: “لم أكن سأترشح مرة أخرى إن لم أؤمن بكل شيء قلبي وروحي أنني أستطيع القيام بهذه المهمة”.

تعثر بايدن اللفظي وتعرجه في بعض الأحيان. وردوده في المناظرة أدت إلى زيادة مخاوف الناخبين من احتمال انسحابه، بسبب كونه “غير لائق” لفترة ولاية أخرى مدتها أربع سنوات وتساءل بعض الديمقراطيين عما إذا كان بإمكانهم استبداله بمرشحهم للانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتجنب مجلس النواب الإجابة مباشرة عندما سئل إذا كان لا يزال يثق في ترشيح بايدن.

حملة بايدن جمعت 14 مليون دولار يوم الخميس والجمعة ونشرت أفضل ساعة لجمع التبرعات مباشرة بعد مناظرة ليلة الخميس. بينما جمعت حملة ترامب 8 ملايين دولار ليلة المناظرة.

في حين عاد دونالد ترامب لمهاجمة بايدن أثناء مخاطبة تجمع لمناصيريه في فيرجينيا الجمعة، معتبراً أن ما يجري مع بايدن “لا يتعلّق بعمره، بل بكفاءته”.

أضاف ترامب أن “السؤال الذي يجب على كل ناخب طرحه على نفسه اليوم، ليس إذا كان جو بايدن يستطيع النجاة من أداء مناظرة مدتها 90 دقيقة، لكن إذا كان بإمكان أميركا البقاء أربع سنوات أخرى تحت حكمه”.

وأوضح ترامب: “يقول كثير من الناس إنه بعد أداء الليلة الماضية، سيترك جو بايدن السباق. لكن في الحقيقة أنا لا أصدّق ذلك، لأنه يحقق في استطلاعات الرأي نتائج أفضل من أي من الديموقراطيين الآخرين الذين يتحدثون عنهم”.

ويعتبر بايدن، أكبر رئيس أمريكي سناً في التاريخ، وواجه معارضة رمزية فقط خلال أشهر من تنظيم الحزب مسابقة الترشيح، وقد حصل على الدعم الكافي لضمان مكانته كمرشح الحزب الديمقراطي.

وبالمثل، تغلب الرئيس السابق ترامب على المنافسين من حزبه في وقت مبكر من العام، ما يمهد الطريق لفترة طويلة ومعركة الانتخابات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى