حدود مصر خط احمر
سحر الشريف
حذرت مصر من خطر تفجر الأوضاع عند معبر رفح مع قطاع غزة أمنيا وإنسانيا، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.
وكان المتحدث العسكري المصري، قد أعلن أن الجيش يجري تحقيقا بشأن حادث إطلاق النار بمنطقة الشريط الحدودي برفح، والذي أدى إلى مقتل أحد العناصر المكلفة بالتأمين
وما حذرت منه مصر طويلا، ظهرت بوادره في رفح، فدخول الجيش الإسرائيلي محور فيلاديفيا الحدودي، ومحاذيره الأمنية وتداعياته السياسية، ترفع مستوى التوتر إلى حد ينذر بالخطر الشديد.
القاهرة ظلت تحذر طوال الشهور الماضية من توغل القوات الإسرائيلية بمحاذاة حدودها، لكن الجانب الإسرائيلي ظل مصرا على عدم رؤية الخطوط الحمر، حتى حدث ما حدث.
تفاصيل تلك الواقعة كما يرويها مصدر أمني مصري، تشير إلى أن اشتباكات وقعت بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين بالقرب من الحدود، أدت إلى إطلاق نيران في عدة اتجاهات..
تفاعلا مع الاشتباك، اتخذ أحد الجنود على الجانب المصري إجراءات الحماية المتبعة في مثل تلك الأوضاع وتعامل مع مصدر النيران، وقتل الجندي المصري في الحادث.
المتحدث العسكري المصري، أعلن أن الجيش يجري تحقيقا بشأن الحادث، وبالموازاة مع ذلك قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق بدوره في ما جرى، سعيا للتوصل إلى تفاهم يمنع تدهور العلاقات مع مصر.
لكن الرواية المبدئية من الجانب الإسرائيلي تقول إن قوة من الجيش كانت تتعامل مع أحد الأنفاق، وتعرضت لإطلاق نيران ردت على مصدره.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بقيام جندي مصري بإطلاق النار على شاحنة كانت مع القوة فردت بالمثل، مما أدى إلى مقتله.
إطلاق النار عبر الحدود وسقوط خسائر في الأرواح، يؤكد موقف القاهرة المحذر من تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية بمحور فيلادلفيا، والذي شدد أيضا على أهمية عدم المساس بأمن وسلامة عناصر التأمين المصرية المنتشرة على الحدود.
إسرائيل حاولت ترويج روايتها
وفي مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير غطاس، إن إسرائيل حاولت ترويج روايتها من أن مقتل الجندي المصري على الشريط الحدودي مع رفح تم بعد اشتباكات بدأت من الجانب المصري، مؤكدا أن البيان المصري جاء ليفند الرواية الإسرائيلية بشكل قاطع.
وأضاف غطاس أن البيان المصري قاطع لأنه يرد على رواية إسرائيل التي حاولت ترويجها في أن الاشتباك بدأ من الجانب المصري وهذه “حجة واهية”.
وتابع: “الجندي الشهيد استخدم سلاحه ردا على مصادر نيران إسرائيلية، الأمر متروك للتحقيق يجب أن تفرغ الكاميرات وهناك لجنة مشتركة عسكرية سوف تبت بهذا الأمر”.
وأكد غطاس أن “مجرد وجود فرقة إسرائيلية كاملة و4 كتائب على طول معبر فيلادلفيا يمثل اعتداء على السيادة المصرية”.
وقال: “حذرت مصر من العملية العسكرية في رفح التي كانت أحد معالمها الإجرامية ما حدث في مخيمات النازحين”.
وقال لابيد: “مع هذه الحكومة لن نربح الحرب. شعب إسرائيل يستحق أكثر من ذلك. نحن نستحق حكومة جادة وعاقلة تعتني بمشاكلنا. نحن نستحق رئيس وزراء غير متعب، وغير منهك، وغير مذنب بارتكاب العديد من الكوارث”.
هجوم لابيد اللفظي لم ينته عند هذا الحد فقد توعد بطرد نتنياهو من الحكومة.
وقال بأن رئيس حكومة البلاد يخشى في الواقع من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش.
وسبق أن لفت زعيم المعارضة مرات عدة إلى أن إسرائيل لن تنتصر في الحرب في ظل الجهاز التنفيذي الحالي.
ودعا إلى إجراء انتخابات فورية لتشكيل حكومة متوازنة وجادة.
فعلى حد قوله، نتنياهو يتسبب في تفويت فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي، يؤدي إلى تسوية في غزة وفي الشمال.
وكان قد أمهل الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، نتنياهو حتى الثامن من يونيو المقبل، لوضع استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها، وإلا فسينسحب من الحكومة.
وكشفت صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن المعارضة بقيادة لابيد ستحاول الدفع بغانتس لمغادرة الحكومة حتى قبل نهاية المهلة التي حددها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في فريق التفاوض قوله إن “نقطة الخلاف الرئيسية بشأن صفقة تبادل الأسرى لا تزال إنهاء الحرب”.
كذلك أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن مسؤولا في فريق التفاوض عبّر عن خشيته من تمسك “حماس” وإصرارها على وقف كافة العمليات في رفح قبل الدخول في أي مفاوضات.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد قالت الإثنين، إن إسرائيل ستسلم الوسطاء، الثلاثاء، مقترحها لصفقة التبادل ووقف القتال مع حركة “حماس”.