
كتب / مصطفى احمد
أشارت الكاتبة اللبنانية نجاة صفا ردا على المجازر ضد اهل الساحل وخصوصا الطائفة العلوية فى سوريا من قبل جماعات مدعومة من سلطة الانتقالية الحاكمة فى سوريا من بعد امرك حبيبنا الخلاف قبل ان يكون طائفي وقبل ان يستلم الاسد كان طبقي وليس ديني او طائفي…كان حكم نخبة إقطاعية وبرجوازية تتعامل مع البقية بفوقية
العصملي الذي سرق أراضي شعب ومنحها لزبانيته… واتى حافظ الاسد فكانت الصدمة لديهم….ان فلاح ابن فلاح يحكمنا..؟؟.. وبقي الاتهام طبقي متصورين ان ذلك سيقلب الأمر لصالحهم فقدم حافظ الاسد للطبقة العاملة فلاحين وعمال وأصحاب الدخل المحدود حقوق لم يكن معترف لهم بها…نور الريف بمد الكهرباء…فتح المدارس
بالقرى وجعل تخلف الطفل عن المدرسة يضع أهله في مسألة قانونية قد تصل للسجن…وبعد تخرج اول جيل من ذاك العصر وسع الجامعات لتستوعب جيل كاملاً من الفقراء لم يكونوا في خطة الدولة المستقبلية…فبنى وافتتح جامعات حمص وحماة واللاذقية ودير الزور وفرض مجانية التعليم من الأبتدائي إلى شهادات الدكتوراة في كل المجالات…
أسس نقابات عمال وفلاحين وحد صوتهم وثقفهم سياسياً ورفع من مكانتهم الاجتماعية ليس غصباً او فرضاً بل عن طريق التعليم والدراسة والاكتفاء المادي وملكية الارض والمنزل والعمل…ارسل المتفوقين للدراسات العليا في دول أوروبا الشرقية والغربية…أسس البنية التحتية
للطرق والمواصلات مما ساهم في توسع التجارة الداخلية والإقليمية مع سورية…منح قروض زراعية وصناعية وتجارية وسكنية بفوائد لاتذكر على الإطلاق… وكسر بذلك احتكار الاقتصاد لعوائل ظهرت أبان العهد العصملي واستلمت مقاليد البلاد بعد الاستقلال لحصرية التعليم والمناصب لديها….فتحولت تلك الطبقة حينها لنعته بالعلوي وكأن الإيمان تهمة والمذهب عار….
كانت الأغلبية المطلقة التي استفادت مما قدمه حافظ الاسد هم من السنة والأطياف المجتمعية السورية الأخرى مما أوجد رديف سني ناشئ للإقطاعية والبرجوازية السنية فكان ذلك الرديف هو الأغلبية السكانية وهو من دعم الاسد ومكنه من الاستمرار في تطوير البلاد…
…مع كل ذلك لم تكن فترة حكم حافظ الاسد خالية من قلاقل وتسلط وحتى اجرام كفترة انفلات رفعت وجميل
الاسد والخدام وطلاس والشهابي وحيدر وبرقمية العدد كان المسؤولين السنة الذين بطشوا وسرقوا ومارسوا الفساد ضعفي عدد العلوين في الحكم إن لم يكن أكثر….
الطائفة العلوية كانت ولازالت من افقر اطياف المجتمع السوري ومع ذلك قدمت للوطن اضعاف ما قدمته المكونات الأخرى السورية بنسبة عددها لغيرها من
المكونات…وما كانت من المستفيدين من حكمه وما كانت هي على الإطلاق من دعمت الأسد او كانت سبب بقائه في الحكم… ومن يعرف سورية وزارها وجال فيها كان يرى بشكل جلي تهاوي البنية التحتية للطرق والموصلات والخدمات في الساحل مقارنة مع حمص وحماة وحلب ودمشق….
سنة سورية من أرادوه للأسد واستفادوا من حكمه وحكمة سياساته الدولية والأقليمية والمحلية. حلب في عهده كانت تسمى هونغ كونغ العرب…العرب..وليس فقط سورية…صناعة الأدوية كانت تصل أوروبا الغربية قبل
الشرقية…صفر الديون والاكتفاء الذاتي الغذائي والصناعي والزراعي كان قاعدة حكم الاسد وكانت دمشق قبلة العرب والغرب للحصول على موافقة سورية لأي سياسة دولية او إقليمية يجري الإعداد لها للمنطقة…سورية كانت وكانت وكانت…
حوادث حماة وقمعها بعنف ليس تاريخ سوري حصر في عهد الرئيس الاسد بل حدث في عهد أمين الحافظ السني الذي قصف جوامع حماة في قتاله لأخوان الشيطان وفعلها نور الدين الأتاسي في صراعه مع الإخوان حين كان وزير داخلية حين أمر مصطفى طلاس قائد اللواء
المدرع الخامس بقصف جامع خالد بن الوليد في حمص واقتحامه وفعلها الشيشكلي بقصف جبل العرب بالطيران لقمع تمرد ومعارضة خرجت ضده…وهؤلاء جميعهم كانوا من السياسين والضباط السنة….ولكن لم يتهمهم أحد حينها أو الأن حين يذكر تاريخ سورية بدينه ومذهبه وعقيدته …
من يريد ان يهاجم حكم كان…اياً كان… أن يلم بالتفاصيل ويذكر الحسنات مع السيئات ولا يصور سورية على انها كانت أسوء الدول وأكثرها دموية…سورية كانت جنة وتاريخها دليل لا يمكن طمسه…سورية كانت وكانت
وكانت…وأتاها الإخوان وما تفتق عن كفرهم والحادهم وإيمانهم المعوج وما ولدوا وأنشئوا من داعش لنصرة لهيئة صهينة دمشق..الجولاني واذنابه اصحاب تاريخ قصير لا حياة له ولا قوام ومن لا يقرأ التاريخ لا يعيش حاضر ولا يملك مستقبل….
هذا ليس رأي او تحليل سياسي ولكنه واقع معاش واتحدى من ينفي ذلك .