كتب /مصطفى احمد
الأديب والكاتب الكبير محمد سلماوى الأمين العام لاتحاد كتاب مصر والعربى سابقا اهتم بالحضارة المصرية وابرز اهم معالمها الروحية والدينية والمعمارية فقد انتهز احتفالية العالم باليوم العالمى للقطط .
وأظهر سلماوى عظمة الحضارة المصرية التى سبقت العالم فى أكثر من قرون واهتمت بالحيوان واهميتة وهى منقوشة على معالم الاثار المصرية فقد كتب سلماوى
فى كل يوم جديد تتأكد ريادة مصر القديمة فى مجال من المجالات من المعمار والطب والفلك إلى الدين والفكر
والفن، ويوم الجمعة الماضى كان اليوم العالمى للقط والذى يحل يوم 8 أغسطس من كل عام، والعالم بذلك إنما يقتدى بمصر القديمة التى رفعت مكانة القطط إلى مرتبة التقديس، والقطط من أكثر الحيوانات التى ارتبط بها تاريخ الإنسان، وقد أثبتت الأبحاث الأثرية والجينية أن تاريخ استئناس الإنسان للقطط تم عندنا هنا قبل 7500 سنة، وكانت القطط فى مصر القديمة هى التى تحمى
محاصيل الفلاح من الفئران وبعض الحشرات، وكان الكهنة يحتفظون بها فى المعابد لحماية القرابين، وقد عجب المؤرخ الإغريقى هيرودوت حين شاهد القطط فى بيوت المصريين حيث لم يعرف الإغريق والرومان القطط المستأنسة إلا فيما بعد، أما وقتها فكانوا يربون العرس
للقضاء على الفئران، وكتب هيرودوت أن قتل قطة فى مصر القديمة كان من الجرائم التى يعاقب عليها بالإعدام، وعندنا فى الإسلام الحديث الشريف الذى يتحدث عن امرأة دخلت النار، لأنها تركت قطة بلا طعام حتى ماتت، وقد تجسد تقديس المصرى القديم للقطط من خلال الإلهة باستت التى كانت تصور على هيئة امرأة برأس قطة، أو على هيئة قطة كاملة، وكانت باستت واحدة من أهم
الآلهة فى مصر القديمة، وقد ارتبطت بالمنزل والخصوبة والحماية، كما كانت رمزا للدفء والأمان، وقد بدأ تقديس باستت فى الدولة القديمة واستمر عبر القرون، لكنه ازدهر بشكل خاص فى الدولة الحديثة، وكان مركز عبادة باستت هو مدينة بوباستيس التى هى تل بسطة الحالية، حيث كانت تقام لها احتفالات كبيرة وكان الآلاف يحجون إلى
معبدها حاملين القرابين والهدايا، أما الجانب الآخر للإلهة باستت فكان سخمت إلهة الحرب التى صورت فى شكل امرأة برأس اللبؤة التى هى أكبر أنواع مملكة القطط، أما باستت فلم تكن مجرد إلهة، بل كانت رمزا للحياة اليومية بجميع مباهجها، وكانت هى الجالبة للأمن والأمان.. وبعد، فما هناك من نهاية لتراثنا الغنى والعريق الذى نسيناه وتركنا الآخرين يقتفون أثره.
ورغم ذلك وما كتبة سلماوى نجد بعض الحملات المسعورة تبحث عن خطط لابادة الحيوانات التى فى الشارع وكأنهم يريدون يقتلون البشر والحيوانات فكيف تعيش مصر .
