كتب\محمود عليوه
أعلنت شركة سامسونج عن إطلاق النسخة التجريبية من متصفحها الشهير Samsung Internet لأجهزة الحاسوب، بعد أن ظلّ متاحًا لسنوات طويلة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فقط.
وتهدف الشركة الكورية من هذه الخطوة إلى توفير تجربة تصفّح متكاملة عبر الأجهزة، إذ تتيح النسخة الجديدة مزامنة العلامات المرجعية وكلمات المرور وسجل التصفح بين الهاتف والحاسوب، ما يعزّز سهولة الانتقال بين المنصات المختلفة. وتضع هذه الخطوة سامسونج في منافسة مباشرة مع متصفحات مثل جوجل كروم وسفاري.
وقال وون جون تشوي، مدير العمليات في قسم تجربة الأجهزة المحمولة لدى سامسونج، إن إطلاق النسخة التجريبية “يمثّل بداية حقبة جديدة من التصفح المتكامل”، داعيًا المستخدمين إلى المشاركة في تطوير التجربة المستقبلية، مشيرًا إلى أن المتصفح الجديد “يمهّد الطريق لأساليب تصفح أكثر ذكاءً وارتباطًا بين الهاتف والحاسوب”.
يوفّر متصفح Samsung Internet للحواسيب مجموعة من المزايا الذكية، أبرزها مزامنة البيانات والملفات الشخصية بين الأجهزة، إضافة إلى ميزة الملء التلقائي الآمن عبر خدمة Samsung Pass التي تحفظ بيانات تسجيل الدخول بشكل مشفّر. كما يتيح استئناف التصفح من النقطة نفسها عند الانتقال بين الهاتف والحاسوب.
ويستفيد المتصفح من قدرات Galaxy AI لتقديم أدوات مثل “مساعد التصفح” (Browsing Assist) القادر على ترجمة الصفحات وتلخيص محتواها بسرعة، مما يسهم في تعزيز الإنتاجية وسهولة الوصول إلى المعلومات.
أما على صعيد الأمان، فقد دعمت سامسونج المتصفح بلوحة Privacy Dashboard لإدارة إعدادات الخصوصية في الوقت الفعلي، إلى جانب أدوات تمنع تتبع المستخدمين من قبل أطراف خارجية.
وتتوفر النسخة التجريبية حاليًا لمستخدمي ويندوز 10 و11 في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مع خطط لتوسيع الإطلاق إلى أسواق أخرى لاحقًا.
تأتي خطوة سامسونج وسط تحولات متسارعة في سوق المتصفحات، حيث تتسابق الشركات لتقديم تجارب تصفح قائمة على الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت شركة OpenAI متصفحها الجديد ChatGPT Atlas، فيما كشفت شركة Perplexity عن متصفح Comet Browser المبني على نواة Chromium، والمزود بقدرات تلخيص وتوصيات ذكية.
حتى جوجل دخلت هذا السباق بإدماج نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini في متصفح كروم، ليتيح للمستخدمين التفاعل مع المحتوى عبر أوامر ذكية مدمجة داخل الواجهة.
ويرى محللون أن الموجة الجديدة من “متصفحات الذكاء الاصطناعي” تمثل نقلة نوعية في طريقة تصفح الإنترنت، إذ لم تعد تقتصر على عرض الصفحات فقط، بل تسعى إلى فهم المستخدم ومساعدته في إنجاز المهام اليومية بطرق أكثر سلاسة وذكاءً.
