
سحر الشريف
يستمر قلق الأميركيين المتزايد إزاء الحرب التجارية المتصاعدة والعشوائية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب، وفقًا لأحدث استطلاع رأي للمستهلكين أجرته جامعة ميشيغان.
وأظهرت قراءة أولية أن ثقة المستهلك الأميركي انخفضت هذا الشهر لتصل إلى 57.9 نقطة، بانخفاض عن قراءة الشهر الماضي البالغة 64.7 نقطة، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022، ويمثل هذا تراجعًا حادًا عن ديسمبر، بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما ارتفعت ثقة المستهلك إلى أعلى مستوى لها منذ أشهر.
كان طرح إدارة ترامب للرسوم الجمركية التي وعدت بها منذ فترة طويلة غير منتظم ومثير للجدل، وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، فقط لتأجيل تلك الرسوم مرة أخرى بعد مناشدات من قادة الأعمال؛ ثم بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء، استجاب الاتحاد الأوروبي وكندا بسرعة برسومهما الجمركية الخاصة.
تسبب ذلك في تكثيف حالة عدم اليقين في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى اهتزاز “وول ستريت” وجعل من الصعب على الشركات التخطيط للمستقبل، وفقًا لاستطلاعات الأعمال الأخيرة.
كما أثار مخاوف التضخم، وارتفعت توقعات الأميركيين للتضخم في العام المقبل إلى 4.9% هذا الشهر من 4.3%، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022 “ويمثل ثلاثة أشهر متتالية من الزيادات الكبيرة غير العادية بمقدار 0.5 نقطة مئوية أو أكثر”.
الخوف من المستقبل
ووفق شبكة “سي إن إن”، قالت مديرة الاستطلاع، جوان هسو: “أشار العديد من المستهلكين إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين بشأن السياسة والعوامل الاقتصادية الأخرى.. التقلبات المتكررة في السياسات الاقتصادية تُصعّب على المستهلكين التخطيط للمستقبل، بغض النظر عن تفضيلاتهم السياسية”.
وأضافت: “يتفق المستهلكون من جميع الانتماءات السياسية الثلاثة على أن التوقعات قد ضعفت منذ فبراير”.
يأتي عدم اليقين الناجم عن الرسوم الجمركية في الوقت الذي يُظهر فيه الاقتصاد الأميركي بعض علامات الضعف، وما زال الجدل محتدمًا حول ما إذا كان الوضع سيتجه نحو الأسوأ.
في يناير الماضي، انخفض إنفاق المستهلكين لأول مرة منذ ما يقرب من عامين مع تراجع بناء المنازل بشكل حاد، وحذّر مسؤولون تنفيذيون في شركات كبرى مثل “تارغت” و”وول مارت” و”دلتا إيرلاينز”، من شعور المستهلكين بالإرهاق واحتمال تراجعهم هذا العام.
كما تُظهر توقعات النمو الاقتصادي الفورية من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، انكماشًا حادًا بنسبة 2.4% في الربع الحالي.
وبالطبع، أظهرت استطلاعات رأي مختلفة للمستهلكين أن الأميركيين يشعرون بالقلق، ولم يستبعد “ترامب”، احتمال حدوث ركود هذا العام، عندما سُئل في مقابلة بُثت يوم الأحد الماضي، وقد أثار ذلك موجة بيع واسعة النطاق في وول ستريت.
ومع ذلك، قد يبقى الاقتصاد على حاله بفضل استقرار سوق العمل الأميركي، مع بقاء البطالة عند مستوى منخفض تاريخيًا.