
كتب/ مصطفى احمد
مصر ام الدنيا كلمة نكررها ولا نعرف فضل هذة الكلمة جيدا فمصر ارض الحضارات واحتضنت العالم بحضارتها مهما دار عليها الزمن فقد ذكرت فى القران الكريم والكتب
السماوية ،مصر هى اللى عظمت شعائر رمضان وجعلت له بهجة يؤكد ذلك تاريخ توثيق التراث المصري من (مدفع الإفطار _ المسحراتي _ الفوانيس _ الزينة_ موائد الرحمن _ قماش الخيامية) من مظاهر إحتفال المصريين بالشهر الفضيل .
بدأ الاحتفال بالأعياد وشهر رمضان فى مصر في القرن الرابع وأوائل الخامس الهجرى أى فترة تأسيس الدولة الطولونية وقتها ظهرت العديد من المظاهر مثل إضاءة الساحات وإنارة المساجد وتزيين الشوارع أثناء شهر رمضان والأعياد
كانو المصريين يحتفلون بالشهر الكريم من خلال فتح أبواب الأزقة والشوارع والمدينة كلها حتى الصباح، ويتم تزيين الشوارع بلافتات عليها شعارات الدولة واسم الحاكم مع إنارة المساجد بالمسارج .. والطرقات بالفوانيس. الجميلة التي خرجت من مصر الي الدول العربية والإسلامية بل للعالم كله.
.المسحراتي ومدفع الافطار عادات رمضانية مصرية بدأت من مصر أول مسحراتي في مصر كان حاكمها .
يحكى التاريخ ان اول مسحراتي ظهر كان سنة سنة 228 هـجرية/842 ميلادية، وهو عنبسة بن إسحاق
عنبسة ليس مجرد مسحراتي فقط لكنه كان هو والي مصر يعني حاكمها، وكان يسير ويتمشي كل ليلة في رمضان على رجله من مدينة العسكر في الفسطاط مصر القديمة الى جامع عمرو بن العاص وهو بينادي الناس تصحى للسحور ، كان ايامها القاهرة قديما كانت تسمى الفسطاط .
بعد عنبسة، اصبح الجنود المصريين هما اللي تولوا مهمة المسحراتي وكانوا بيدقوا على الأبواب بيقولوا “يا أهل الله قوموا اتسحروا”
وظيفة المسحراتي في مصر من أبرز ما لفتت أنظار زوار القاهرة من المستشرقين والرحالة الأجانب والمسلمين ، ويستخدم المسحراتي في طوافه ليلاً بالأزقة والطرقات طبلاً صغيراً يسمى “الباز” يضرب عليه بقطعة من الجلد بضع دقات متتالية وكان يبدأ بالإستغفار والصلاة على رسوله الكريم ثم يأخذ في رواية بعض القصص القرآنية
أو حتى بعض الروايات الشعبية ضارباً بطبله بعد كل قافية.
من اهم مظاهر إحتفال المصريين فى شهر رمضان الفضيل
مدفع رمضان فقد ذكرة المؤرخون أن القاهرة هى أول مدينة إنطلق فيها مدفع رمضان .. فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد خوش قدم والي مصر في العصر الإخشيدي أنه يجرب مدفعاً جديداً.. وتصادف ذلك وقت غروب الشمس في أول يوم رمضان
ظن الناس فى القاهرة وقتها أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان ، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على ذلك .. وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك ، في منتصف القرن التاسع
عشر ، وتحديداً في عهد الوالي «عباس حلمي الأول» عام 1853 كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة ، الأول من القلعة ، والثاني من سراي عباس باشا الأول بالعباسية .
هذا وقد استقر اخيرا فوق جبل المقطم القريب أعلى القاهرة ، وقد انتقلت هذه العادة بإطلاق مدفع رمضان إلى الكثير من محافظات مصر لأنها تضفي البهجة على المصريين بالشهر الكريم ، وكالمعتاد خرجت هذه العادة من مصر إلى الدول العربية شرقا وغربا .
اصكحب شهر رمضان عادة ابتكرها المصريين فى عهد الفاطميين وهو فانوس رمضان المصرى لإدخال الفرحة والسرور على الاطفال فى الشهر الكريم وكانوالفوانيس محلات بالألوان الزجاجية الخضراء والصفراء والحمراء والأزرق والابيض .
يذكر التاريخ ان الانسان المصري من اول التاريخ وهو بيحب النور ويقدسه لدرجة إنه مثلاً من ٧٠٠ سنة ق.م كان بيحتفل بعيد اسمه عيد المصابيح في شهر “كا ها كا” –
كيهك (من ١٠ ديسمبر لحد ٨ يناير) وكان الناس تنور الفوانيس قدام بيوتها طول الليل وقدام معبد الآله أوزوريس في “سايس – صان الحجر مركز بسيون بالغربية
وهناك لقينا أشكال من الفخار لفوانيس للأطفال والكبار عمرها ٣٠٠٠ سنة وأكتر عبارة عن طبق او كوبيات او أشكال مزخرفة فيها زيت وملح ومعاه فتيله
“هيرودوت” المؤرخ اليوناني بيوصف الاحتفالات دي : كانوا يضيئون الفوانيس في الهواء الطلق حول البيوت فتتحول سايس الي كتلة من النور .
ويستمر الاحتفال ده ويتنقل ايام حكم البطالمة وراح معبد إسنا اللي اتكتب على جدرانه “أشعلوا المصابيح بكثرة.. دع المدينة ترفع صرخات الفرح ولا ينام أحد حتى شروق الشمس
تمر السنين وتيجي سنة ٣٦٢ هجرية (٩٧٣م) ويطلب جوهر الصقلي من سكان القاهرة يطلعوا يستقبلوا المعز لدين الله الفاطمي اللي وصل القاهرة ليلاً عند صحراء الجيزة يوم ٥ رمضان
فيسترجع المصري ذاكرته المتأصلة ويبدأ المصريين باستخدام الفوانيس لإنارة الطريق وهما رايحيين لاستقباله (حطوا الشموع ع قواعد خشبية وغطوها بالجلود عشان متنطفيش) فكان منظر بديع جداً عجب المعز وخلاه عادة رمضانية ، و وصف الرحالة
والمستشرقين ذلك الوقت فى مصر أن المصريين كانوا بيقضوا نهار رمضان ما بين التعبد والشغل والراحة والنوم وكان الستات بيقفوا فوق البيوت بيتابعوا غروب الشمس
وبليل كان المظاهر بتختلف تمامًا ما بين التجمع في البيوت وتناول الحلويات والمساجد لقراءة القرآن والصلاوات والابتهالات وبين التجمع في القهاوي وفي الميادين العامة اللي كان فيها ألعاب واحتفالات .