
كتب/ مصطفى احمد
الصراع فى سوريا والذى انفجر باستيلاء احمد الشرع على مقاليد الحكم فى دمشق بمساعدة تركية إسرائيلية امريكية وبعض دول الخليج وأعلن احمد الشرع رئيس الحكم الانتقالى السورى أن سوريا دولة اموية واكدها اموية وهى تمر على مسامع المواطن العادى بسيطة ولكن تفتح صراع ضخما طويلا لن تنجو منها المنطقة العربية باكملها .
اقتحام مدن الساحل السورى فى بداية شهر مارس الحالى ليست مصادفة أو من قبل جماعة بسيطة ولكن هى احد محركات جماعات داعش والنصرة والتى أصبحت جبهة احرار الشام والتى ينتمى إليها احمد الشرع الذى نصب انة رئيس المرحلة الانتقالية فى حكم سوريا ويؤكد أن سوريا اموية والهجوم على الساحل ذات الاغلبية الشيعية وما يسمون العلويين والتى ينحدر منها عائلة الأسد .
ليس الصراع وليد مرحلة الحكم السورى منذ تولى أل الأسد مقاليد الحكم فى عام ١٩٧١ والصراع الدموي للإخوان المسلمين ضد نظام الأسد واشهرها معركة حماة عام ١٩٨٢ إلى مرحلة سقوط نظام بشار الأسد فى ٨
ديسمبر ٢٠٢٤ هذا الصراع حتما سيؤدى إلى تفتيت دولة سوريا هذا التقسيم سيؤثر على دول وممالك فى المنطقة سواء عاجلا أو على المدى القصير ونبرز محاولة اسرائيل الاستيلاء على بالدروز ومناطق نفوذهم فى سوريا
والمحافظات السورية وهى السويداء ودرعا والقنيطرة وأطراف كبيرة من ريف دمشق ذات الاغلبية الدرزية بعد سقوط نظام الاسد بساعات قليلة ، مما يسهل استيلاء اسرائيل على اراضيهم وضمها إلى دروز شمال اسرائيل واحتمال كبير جدا التحامهم مع مناطق دروز الأردن
لتشكل نواة دولة اسرائيل الكبرى والتى بدأت تتبلور فعليا بدأت من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ، هذا المخطط الذى سقطت فية حركة حماس أو اشتركت مع الكيان الاسرائيلى لتحقيق أهدافهم وسميت بعملية طوفان الاقصى من حماس وأطلقت عليها اسرائيل عملية السيوف الحديدية
والواضح أن الطرفين وجد قاسم مشترك لاهدافهم .
لم يخفى على احد ان حماس كان لديها اذرع فى ما كان يسمى بثورات الربيع العربى فوجدنا آثارها بالثورة فى مصر عام ٢٠١١ ومكوثهم فى ميدان التحرير بكوفيتهم المشهورة وايضا فى الثورة السورية والتى صمد نظام الأسد قرابة ١٤ عام امام حرب أطلق عليها حرب كونية إلى أن سقط فى ديسمبر ٢٠٢٤ .
المخطط الخارجى الصهيواميركى الذى رسم بة فى المنطقة درس الإرث الطائفى بين بنى امية والذى رفع رايتة احمد الشرع والشيعة والتى أسقطت نظام الأسد العلوى الشيعى لدرجة كانت تتردد عبارة حاكم شيعى على أغلبية سنية لزيادة التوترات وتحقيق المخطط .
تاريخ التنافس يرجع بين بني أمية وبني هاشم لن نتحدث من منظور ديني، أو طائفي كون التنافس بين الأسرتين كان موجودا قبل ظهور الإسلام نفسه.. بدأ منذ تخاصم هاشم بن عبد مناف (جد الرسول) مع ابن أخيه أمية بن عبد شمس ونجح في نفيه إلى الشام لعشر سنوات.
فحتى فتح مكة لم يكن هناك ملك، أو زعيم أوحد يتفرد بزمام الأمور في مكة.. كانت هناك أسر شريفة (أو عشرة بطون) تتداول وتتشاور فيما بينها في دار الندوة
ورغم أن جميعها كانت تمارس التجارة (وتشارك في رحلات الشتاء والصيف) كانت كل عائلة تحتكر مهمة معينة تقدمها للتجار والحجيج.. فهذه للسقاية وهذه للوفادة وهذه للسدانة وهذه لحجابة الكعبة وتلك لخدمة أصنام القبائل فيها.
وكانت أبرز هذه الأسر (وأكثرها قوة وثراء) أسرتي بني هاشم وبني أمية. كانتا أبناء عمومة تجتمعان في الرحم، والنسب، ولكنهما تتنافسان في السيادة واللقب.
وكان بنو هاشم (الذين خرج منهم رسولنا الكريم) هم أصحاب الرأي الأقوى في مكة، في حين كان بنو أمية
الأكثر ثراء وتسييرا لقوافل التجارة بين الشام واليمن.. وباقتراب موعد البعثة النبوية كانت تجارة بني هاشم قد ضعفت (بل وافتقروا على قول بعض المؤرخين) في حين ازداد بنو أمية ثراء وتواصلاً مع ملوك الشام واليمن.
كان التنافس بينهما قوياً، لدرجة لم يعترف بنو أمية بدعوة الرسول في مكة، كونه لم يظهر بينهم، وقالوا عن بني هاشم: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا حتى إذا زاحمناهم بالمناكب قالوا: منا نبي، فمتى ندرك هذه.
غير أن كفة بني هاشم رجحت بعد انتصار الدعوة النبوية، فما كان من سادة بني أمية إلا الخضوع والدخول في الإسلام بعد فتح مكة.. لم تكن منزلة وكبرياء بني أمية خافيتين على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم
قدرهم، ونودي يوم فتح مكة: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن رغم أن أبا سفيان لم يكن حينها قد أسلم، وكاد يقتله بعض الصحابة لولا شفاعة العباس عم الرسول الأصغر الذي طلب العفو عنه، وإكرامه، استمالةً لقومه.
وهكذا استقر الوضع بين الأسرتين زمن النبوة، وخلال عصر الخلفاء الراشدين، حتى برز مجدداً بين معاوية أبن أبي سفيان (الأموي) وعلي أبن أبي طالب (الهاشمي).
ورغم أن الأمر انتهى بظهور الدولة الأموية في الشام، ظل تواجد الهاشميين قوياً في المدينة ومكة.. غير أن الكفة بدأت تميل لصالح الأمويين بعد تولي يزيد (ابن معاوية) الخلافة، ومقتل الحسين (ابن علي).
وفي عام 63 هجرية دخلت جيوش الأمويين المدينة المنورة، فاستباحتها، وقتلت عددا كبيرا من أهلها ثم زحفت نحو مكة، وصلبت وقتل عبدالله بن الزبير، وقضت بذلك على آخر معاقل الهاشميين في الحجاز
.
ورغم ان بنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام وكلهم استقوا من عين واحدة ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء
والمرسلين صلى الله عليه وسلم ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الان ان الخلاف الطائفى ذاد .