كتب \محمود عليوه
يواجه فيلم ” السلم والثعبان 2 ” حاليا بعد طرحه بدور العرض السينمائية بمصر انتقادات وهجوما شديدا على أبطاله وخاصة النجم عمرو يوسف وكذلك المخرج طارق العريان ، وآخرين يرون أنه لاتوجد أزمة فيه.
وذلك بموافقة الرقابة على المصنفات الفنية على احتواء الفيلم على ألفاظ ومشاهد جريئة لم تقدم سابقا في فيلم سينمائي منذ فترة طويلة منها ” فشخ ” و” المكنة جابت زيت ” وغيرها من الألفاظ التي لاقت هجوما كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد طرح العمل .
وفي مؤتمر صحفي للفيلم قال عمرو يوسف بطل العمل أنه : كان يسعى لتقديم فيلم سينمائي جرئ دون خوف أو تردد ، فمنذ 15 سنة حينما كان يقدم فيلم واحد صحيح كانت هناك مخاوف من ترديد كلمات جريئة أما حاليا الزمن تطور والكلمات الجريئة تقال بين الجمهور ويجب أن يحدث تطور في المحتوى الذي يقدمه .
محمد سلطان : الجرأة لدينا تتلخص في الألفاظ والمشاهد العارية فقط لكن لايمكن رفع السقف دينيا أو سياسيا أبدا
أعرب الناقد الفني محمد سلطان عن كون : السينما مفترض طيلة الوقت أن سقفها أعلى من التلفزيون من ناحية الجرأة ، وحينما يعرض الفيلم السينمائي للجمهور العام في البيوت الأمر يجب أن يكون مختلفا .
أشار ل” المال” الى أنه طيلة الوقت لدينا الرقابة على الفيلم السينمائي من التصنيف الأخلاقي ، وحينما نريد قياس الجرأة نقيسها بمشاهد العري والألفاظ الجريئة الموجودة بالعمل الفني فقط ، لكن في الحقيقة الرقابة توجد فيها أشياء أخرى مهمة حتى لو تم السماح بالألفاظ فأين الرقابة الدينية والسياسية .
لذلك يجب أن يتم رفع السقف على كافة المستويات ولايقتصر الأمر فقط عن التوقف عند الألفاظ والمشاهد فقط وفق” سلطان ” ، حيث أن ذلك لايمكن أن يحدث أبدا فلا يمكننا تقديم فيلما سينمائيا ينتقد جهة سياسية أبدا ، لذلك الرقابة في بلادنا قاسية جدا .
وأكد أنه في العالم أجمع الرقيب هو المشاهد خاصة فيما يخص السينما ، وحينما يتم نقل الفيلم للجمهور العام يكون الأمر مختلفا ، لكن ذلك لايحدث في بلادنا فندقق طيلة الوقت مع الرقابة الأخلاقية فقط ونهمل الأشياء الأخرى .
أردف قائلا أنه اصبح معروفا مسبقا أنه لو قدموا ألفاظا معينة هل سيتم الموافقة عليه أم لا ، لكن لايستطيعون أو يجرأون تجاوز السقف سياسيا أو تناول أفكار دينية معينة أو تقديم فيلما سينمائيا عن العلاقات العربية العربية بشكل حقيقي لن يجرؤ أحدا على ذلك
وأَضاف أن الأمر لايجب أن يتلخص في مجرد لفظ خارج أو مشهد عري معين فالأمور لايجب أن تتجزأ أبدا بهذه الصورة .
تابع قائلا أننا يجب الالتزام بالتصنيف العمري للفيلم السينمائي ، لأنه يمكن السيطرة على الجمهور في السينمات لأنه أمامنا الشخص نفسه الذي سيشاهد الفيلم في السينما ، انما في التلفزيون الأمر مختلفا فلا يمكن السيطرة على المشاهد لأنه جمهور عام لايمكن فرض شيئا عليه طيلة الوقت .
حنان شومان : هناك مبالغة شديدة كأننا شعبا يتناول طعامه بالشوك والسكين ، ولانتحدث بهذه الألفاظ في الشارع
قالت الناقدة حنان شومان أن الهجوم الشديد على فيلم ” السلم والشعبان 2 ” منذ طرحه بالسينمات المصرية مبالغ فيه بشدة .
أضافت أنها شاهدت الفيلم وترى أن كل هذه الانتقادات غير مبررة تماما ، لافتة الى أنه فيلما سينمائيا مصنوعا بصورة جيدة ويتحدث عن مشكلة الملل الزوجي لدى فئة معينة اقتصاديا .
وهي الفئة التي يعبر عنها دائما في أفلامه المخرج طارق العريان ، لكنها مشكلة تواجه كل الفئات مع اختلاف وسائل حلولها ، وتم معالجتها بشكل جيد في الفيلم وفق” شومان ” .
واستطردت قائلة هناك مبالغة شديدة كأننا شعبا يتناول طعامه بالشوك والسكين ، كأننا لانتحدث بهذه الألفاظ في الشارع ، لذلك هذا الهجوم غير مبرر ومبالغ فيه جدا .
عماد يسري : انتهى زمن الجرأة في السينما المصرية والرقابة الحالية تتلخص في السوشيال ميديا
ويرى الناقد الفني عماد يسري أن زمن الجرأة في السينما المصرية ذهب وانتهت ولن يعود مرة ثانية ، لافتا الى أن أفلام آواخر الستينيات والسبيعينات كانت الأكثر جرأة في السينما المصرية التي لايمكن أن يتخيلها أحدا سواء في جرأة المشاهد والموضوعات التي طرحت فيها ، ولن نستطيع العودة لهذا الزمن مرة ثانية أبدا.
وأشار الى أن السبب في ذلك ليس الرقابة الموجودة على الأعمال الفنية الرسمية التابعة لوزارة الثقافة كما يتصور الكثيرين ، وانما الرقابة التي أصبحت موجودة من خلال منصات السوشيال ميديا ، التي أصبحت حقيقة الرقابة الأساسية المخيفة لأي مبدع يخشى مهاجمته من خلالها ويمكن أن تتطور الأمور لأشياء لايعرفها أحدا .
وأوضح يسري أننا لن نستطيع العودة لجرأة أفلام مثل ” ديسكو ديسكو ” أو الباحثات عن الحرية ” لايناس الدغيدي أو ” حمام الملايطيلي ” وغيرها ، لذلك الأمر يتلخص في الخوف الذي أصبح موجودا لدى المخرجين والمبدعين والنجوم حاليا .
وأكد أن انتقادات فيلم ” السلم والثعبان 2 ” والهجوم على بعض الألفاظ فيه يرجع لأنه لم يعد هناك جرأة حقيقية موجودة في زمننا الحالي ، فانتهى هذا العصر تماما ويجب أن يعي جيدا ذلك المنتجين والفنانين .
