كتب/ مصطفى احمد
منذ عقود كان لجريدة الاهرام شنة ورنة كما يقول العامة ، وكان الناس المثقفة تنتظر صدور الاهرام يوميا لتلتقطها من الاسواق .
د
وكنا نرى بائع الجرائد فى الشوارع يجيبها ويعلق على جانبة إعداد من الجرائد مربوطة بدوبارة مثل الحبل وينادى اهرام اخبار جمهورية .
كان بائع الجرائد يقذف الجرنال فى البلكونات من خلال عقدة يلفها حول الجرنال أو حلقة من كرتونة سجائر يلف الجريدة ويدخلها فيها .
ولكل قارئ عمودة المفضل وصحفية المفضلين ويعرف افكارة وتحليلاندتة الموضوعية وكان صاحب فكر و مذاق ادبى مميز .
اذا اردت ان تعرف الحقيقة لا تنظر إلى اشجار الغابة عليك أن تدخلها لتعرف ما بها وبداخلها فالصيت غطى عليها .
كانت الجرائد منتشرة على كل محطة اتوبيسات ومواقفها وانتهى البائع من بيع جرائدة فى حدود الحادية عشر وقلنا وتكون من المحظورين اذا وجدت جريدة بعد الحادية عشرظهرا .
كان بديوجد ترابط عاطف وجداني بين القارئ والصحفى حتى لو لم يراه علاقة رابطها الثقافة والعلم والمعرفة وصلت نسبة المبيعات مائة فى المائة .
اليزدوم أصبحت الجرائد ومعانيها واستهلاكها للخدمات عبء على الحكومة وعلى دافعى الضرائب ، فتدنادى الكثيرون بخصخصة المؤسسات القومية أسوة بالشركات ومصانع القطاع العام .
خصوصا بعد ضعف الثقافة فى مؤسساتها ولم يعد لديها قراء وفقدت صلة التواصل مع ضعف صحفيها واعتمادهم على صيت الاسم .
حتى مع جريدة الاهرام التى كانت تعتبر جريدة السياسين العرب وكانت على مكاتبهم بجوار جرائدهم المحلية منذ عقود ماضية .
و يرجع بداية مبنى الاهرام فى شارع فؤاد طريق الحرية حاليا بالاسكندرية الى قصر «عائلة أجيون» و هى كانت من أغنى و أشهر العائلات اليهودية فى مصر .
و اللى كانت بتعمل فى مجال تجارة وتصدير القطن وكانت كماان بتمتلك الكتير من العقارات والشركات والبنوك المصرفية فى مصر .
ويرجع تاريخ بناء المبنى إلى أعوام 1885 – 1887 م القصة بدأت لما تعرضت عائلة «أجيون» للضرر بعد ضرب الاسطول الانجليزى للإسكندرية فى 1882 فتهدمت بعض منشآتها…ولكنها قاضت الحكومة واستطاعت
الحصول على تعويضات كبيرة مكنتها من بناء مبنى جديد ليكون مقراً سكنياً لها و هو مبنى جريدة الاهرام الحالى . قام بتصميم المبنى هو المهندس الإيطالى البارز«أنطوان لاشياك» اللى عين بعد كده مهندساً للقصور الخديوية فى عهد الخديوي توفيق ..وقام ببناء المبنى على طراز الباروك الإيطالى واللى بيتفرد بتصميمات تشبة رؤوس الأفيال اللى بتحمل أسقف المبني.
ايضا ساهم المقاول اليونانى البارز «جورج زورو» واللى عمل على إعادة إعمار المدينة مع لاشياك فى معظم مبانيه اللى امتلكتها الشركة العقارية المصرية فى منطقة المنشية وشارع شريف باشا .
وعند قدوم الأخوة سليم وبشارة تقلا الى مصر و تمكنهم من تأسيس جريدة الأهرام بشارع البورصة المتفرع من ميدان القناصل (المنشية حاليا) وبعد ضرب الإسكندرية بفترة… تمكن الأخوة من شراء المبنى من أسرة أجيون
ليكون ..مقراً للجريدة وتم عمل بعض الديكورات بها وتركيب أبواب داخلية.. تحمل حليات من الحديد المشغول… لشعار الأهرام وإعداد المبنى ليكون مقراً للصحفيين.
و قاما الأخوين تقلا بإستخدام الدور الأول وتأجير الجزء العلوى لشركة التأمين الأهلية (سيلفاستوبولوس) و انتقلت بعد ذلك الى المبنى المواجه للأهرام .
و قاموا بتأجير الدور الأرضى لواحد من أشهر محلات الفراء العالمية فى ذلك الوقت و كان يسمى محل
(سيستوفاريس) واللى كانت له فروع كتير فى مدن أوروبية كتيرة مثل جنيف وباريس ولندن ونيويورك
ان أحد أبناء (سيستوفاريس ).. تزوج إبنة الممثل العالمى شارلى شابلن.
وفى سبعينيات القرن الماضى تم تأهيل الدور الارضى ليتحول الى مكتبة للأهرام و بالفترة الأخيرة تم إضافة دور علوى للمبنى.
